أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وادعاءات المستشرقين
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الله تعالى خلق الانسان وانعم عليه بنعمة العقل لكي يفكر به فاذا لم يستخدم عقله اصبح مخلوقا اخر كما اعطاه الحرية ليسلك اي الطرق شاء ووضح له الطريق القويم


فطريق الحق اوله من داخل الانسان حيث الفطرة ثم يأتي دور الرسل الذين ارسلهم الله من جنس البشر حتى يكون تألف بلا تنافر ولك ان تعلم ان الله اذا ارسل ملك فكيف يخاطب الناس سيكون في صورة بشروسيختلط الامر على الناس ولكن الله جعل الرسل من جنس البشر وكل قوم يعرفون نبيهم جيداً والانسان الذي يؤمن باي دين سماوي يوجب عليه دينه أن يحترم كل الاديان السماوية والا يظهر السخرية والاستهزاء لانه لو فعل ذلك لكان هو نفسه يسخر من دينه بطريقة غير مباشرة ومن يفتري على رسول من الرسل فهو في الحقيقة يفتري على رسوله هو لان كل الرسل جاءوا من عند اله واحد الا وان هناك بعض الناس الذين اخذتهم العصبية فليتهم عبدوا ربهم كما شاءوا فان الذي يحاسب هو الله ليتهم تركوا غيرهم يعبدون الله كما يشاءوا ولكنهم أخذوا يسخرون من نبيهم ويطعنون في شخصه لانهم يدركون ان الطعن فيه رد ماجاء به من الدين فقالوا عن زواجه واتهموه بانه كان شهواني واتهامات اخرى وفي هذا البحث نورد بعض الادعاءات لهؤلاء المستشرقين ونرد عليها وبأدلة متنوعة وذلك ماهو مبين على النحو التالي :

المبحث الاول
( الرد على الإدعاءات الثلاث واثبات بطلانها)لقداتخذكثيرمن المستشرقين المحترفين وغيرهم من المبتدئين من زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مذمة يعيبونه عليها ومنقصة يلصقونهابه وإدعوا إدعاءات باطلةمجافية للصواب بعيدة كل البعد عن الذوق وذلك للقدح في شخصه الكريم ومن ثم في دعوته المباركة ودينه القويم ظناً منهم أنه بالكذب والادعاءات الباطلة التي يكتبونها في هجوم شرس لم يسبق له مثيل ومن خلال مشرفين مجهزين لهذا الغرض الخبيث في منتديات انترنتية متعددة ومعدة مسبقاً لذلك وللأسف الشديد تجد من يتكلمون عن رسول الرحمة والمساواه والعدالة والمشورة وتكريم المرأة والحياء والمحبة والسلام كلاماً غريباً يرددوه لمجرد انهم سمعوه فقط ممن يدعونهم الى ذلك والامر الغريب انهم لا يسمحون لك او لاي احد ان يرد عن تلك الشبهات في تلك المنتديات فلو انك رددت بالحجة والادلة الدامغة على كل ماتقول ثم ارسلتها عبر المشاركة اذا بهم يقومون بحزف المشاركة فهل هذا من الانصاف والعدالة ؟!


ولكن ماهو هدف هؤلاء من وراء تلك الاكاذيب والادعاءات الكاذبة والافتراءات على رسول الاسلام ؟ ان الهدف واضح جلي ذلك ان القدح في الشخص والجرح فيه رداً لما جاء به وهو الاسلام اذا هم لا يعنيهم الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن يعنيهم هدم الاسلام واي شيئ يمكن ان يستخدمه هؤلاء أقوى من ان يشككوا أمة الرسول فيه وفيما جاء به من الحق والحقيقة فاختاروا صورة الرجل الشهواني الغارق في ملذات الجسد لكي يلصقونها زوراً وعدواناً عليه ولكنهم على خطأ كبير في اختيارهم هذا لان اهون شيئ على المسلم العارف لدينه المطلع على سيرة نبيه جلاء الحقيقة واذا بهم يكونون بما فعلوا سبباً لزيادة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب أمته فتعالوا بنا نعرض إدعاءاتهم وأكاذيبهم :ــ


إدعاءات المستشرقين والرد عليها


1ـ أنه رجل شهواني يميل الى النساء ويتعشقهن ويسيل لعابه عند ذكر مفاتنهن ومحاسنهن وانه لا يلتزم بماجاء في القران شرعةومنهاجاًله ولامته.


2ـ اذا كان محمد يحذر اتباعه من الزواج بأكثر من اربعة فقد ارخى لنفسه العنان حيث جمع في وقت واحد بين تسعة من النساء فكيف يبيح لنفسه ماحرمه على غيره؟


3ـ أنه يصدر من التشريعات في شأن النساء ما يرضي ميوله ويشبع نهمه ويحقق هدفه فقد عشق ذينب بنت جحش زوج مولاه زيد بن حارثة وشغف بها حباً وهياماً منذو راها في زينتها وعمل جاهداً على ضمها الى أزواجه .


الرد


لما كانت الادعاءات ترتكز على ثلاث نقاط ( رجل شهواني ــ تعدد زوجاته ــ زواجه بزينب بنت جحش )


أولاً: بالنسبة للإدعاء الاول (رجل شهواني) فقد ثبت زيفه وبطلانه وذلك بالادلة التالية:ــــ


1ـ إن الدارس لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم يجده نموذجاًنادراً وقدوة حسنة في الاخلاص والعفة والحق والصدق والفضيلة ومكارم الاخلاق في مجتمع ساد فيه الفساد وإنغمس أهله في الرذائل منشغلين بشهوات الجسد وقد زاد رصيدهم منها بينما الرسول


صلى الله عليه وسلم نجده قد ارتفع رصيده من القوة الروحية والنفسية التي جعلته يغلب دواعي القوة الجسدية و يحمي شبابه من استبداد الشهوة فملك زمام أمره وتحكم في رغبته وانفق منها بحساب بحيث لا يجور على حياته الروحية ولا يوهن من صلته بالملأ الأعلى ولو كانت ثمة سقطة وقعت منه لما صمتت قريش ولكنها لم تجد منه الا العفة والطهارة والنقاء والصفاء فمن كان حاله كذلك قبل البعثه فهل يقبل ان يتغير بعد البعثه وقد تحمل تبعات الرسالة أم ان روحه تصفو اكثر واكثر ورصيده من الروحانيات يزداد .


2ـ لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرون من عمره وكان في أينع صباه وشبابه نجد أن الله تعالى قد إختار له إمرأة ذات شرف وكفاءة ومال وكمال وكانت قد السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أكبر من رسول الله بخمسة عشر 15 عام وقد عاشا معاً حياة زوجية ينعمان بالالفةوالمودةوالاستقراروقد أنجب منها ستة من الاولاد هم القاسم وعبدالله وزينب وام كلثوم وفاطمة واما ابنه ابراهيم فكان من مارية القبطية التي اهداها ملك مصر المقوقس عظيم القبط في ذلك الوقت . ولما بعث الرسول وقفت بجواره تشد ازره وترعى مصالحه ولم يفكر الرسول صلى الله عليه وسلم ليتزوج عليها في حياتها رغم كبرها في السن وكان مايزال شاباً .ان هذا يثبت :


أن رسول الله لم يكن للشهوة والهوى سلطان على قلبه ولو احب ان يتزوج بأجمل الجميلات في وقته لكان له مايريد ومن أسمى بيوتات العرب فهو من اكبر القبائل العربية بل كما كان له ان يتزوج بثانية على خديجة بل كان أمامه اجمل الجواري من بنات فارس والروم وهو في ريعان الشباب . ولما ماتت حزن عليها حزناً شديداً وكان يتذكرها دائماً بالخير .


3ـ ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد تزوج من تزوج من النساء بعد وفاة السيدة خديجة وكان عمره الخمسين 50 عام وقد ولى الصبا والشباب ومعه شدة العاطفة وقوة الغريزة فليس من الطبيعي اذا ان نراه في هذا السن يجمع بين في سبع سنوات تسع 9 زوجات ويكون ذلك كله بدافع الرغبة والشهوة في الوقت الذي زادت فيه مسئوليته وكانت الاسلام في اشد الحاجة الى وقته وجهده .ولكي يتضح ذلك كله وحتى لا نترك ثغرة يدخل منها حاقد أو لئيم نوضح ونلقي الضوء على من تزوجهن الرسول صلى الله عليه وسلم


بعد الهجرة ومبررات هذا الزواج والاسباب وهنا يكمن الرد على الادعاء الثاني للمستشرقين وهو تعدد الزوجات فماهي الاسباب التي جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم


يتزوج بهذا العدد؟


أولاً:مصاهرة الرسول صلى الله عليه وسلم لشيوخ القبائل وزعماء البطون للتأليف بينه وبينهم وترغيبهم في الاسلام فقد كانت المصاهرة بابا من ابواب التقرب وحرصاً منه على انتشار الاسلام بينهم وبهم .


ثانياً:توثيق عرى المودة بينه وبين صفوة رجاله وأصحابه فأبو بكر الصديق صديقه واول من اسلم من الرجال وثاني اثنين ومحرر الرقاب و....و....الخ فقد تزوج الرسول بابنته عائشه . وكذا بنت عمر بن الخطاب ...


ثالثاً:نشر الاحكام الخاصة بالنساء والتي لا يستطيع الرجال تبليغها للنساء كالطهارة والغسل والحيض والنفاس والرضاعة والولادة الى غير ذلك من الاحكام التي لا يستطيع افهامها للنساء الا النساء وذلك حفاظاً على مشاعر المرأة وأسرارها . ومن الصعب بل من المستحيل أن تفعل كل ذلك زوجة واحدة او زوجتان تتحملان تلك الاعباء الجسام التى تحملتها تسعة من النسوة مؤمنات عابدات وما حفظنه من علوم تشريعية لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تستوعبه إمرأة واحدة من حفظ ودراية ورواية مهما أوتيت من الذكاء .


رابعاً:ان أغلب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن ثيبات مكتهلات فلو انه كان يريد الزواج لاجل الزواج لانتخب له ذوات الجمال الحسان الابكار التي لم يتزوجن من قبل ولكن الامر يتعلق بنشر احكام الاسلام الخاصة بالنساء بين القبائل ...


خامساً:أن هذا الزواج كله كان لحكمة من الله تعالى ذلك بأن الله أمر المسلمين ان يجعلوا الرسول قدوة حسنة لهم في كل شيئ فكيف كانت تعرف احواله في البيت وتفاصيل حياته الخاصة فان قيل اما كانت تكفي واحدة نقول:أيهما أفضل في بداية نشر الدين ان تكون مدرسة واحدة ام عدة مدارس والامر خاص بالرسول الاجابة هي تعدد المدارس وهذه حكمة من الحكم ذلك ان زوجات الرسول صلى الله عليه كن مدارس علمية دينية للتهذيب والتعليم والتقويم وكانت تلك المدارس مفتوحة للسائلات الراغبات في الدين ...


سادساً:رعاية الاسرة بعد موت عائلها او استشهادة فكان رسول الله يأسو الجراح ويتكفل اليتامى والارامل فقد تزوج الرسول من سودة و وام سلمة وام حبيبة وزينب بنت خزيمة رعاية لهم ..


يقول ( ول ديورانت )في كتاب قصة الحضارةم4ج2 عن الرسول صلى الله عليه وسلم


(لقد كان بعض زيجاته من أعمال البر والرحمة بالارامل الفقيرات اللاتي توفى عنهن اتباعه اوأصدقاؤه وكان بعضها زيجات سياسية كزواجه من حفصة وابنة ابي سفيان والصديق وربما كان الدافع الى بعضها أمله أن يكون له ولد ) انتهى .


سابعاً:إقامة الحجة بأنه نبي حقاً ورسول وذلك من عدة وجوة؟


1ـ اذا كان الرجل العادي يكون له زوجة واحدة فيصعب عليه ارضائها وكثيراً ما نقرأ في الاخبار عن المشاكل الاسرية وهي زوجة واحدة أو رجلاً يكون له زوجتين مثلاً فيصعب عليه القيام بارضائهما ومنحهما حقوقهما وحقوق بنيهما وان يوفق بين ذلك وبين القيام بعمله وامور معاشه .


2ـ كن جميع نساء النبي في سعادة وهناء وراحة نفسية فهذا هو الرسول يحتضن جميع نساءه ويحنو عليهن فيكون اشد حنانا من الوالد هكذا كان ففي مرة راجعت عائشة رسول الله في طلب ما كمايحدث مابين الرجل وزوجته فدخل ابوبكر غاضباً وهم ان يضرب ابنته تأديباً فأخذها رسول الله وزوجها بكل رأفة ورحمة ومنعها منه ... وكان الرسول يعدل بين كل نسائه حتى الكبيرات في السن لها يوم نعم الا اذا تنازلت احداهن عن يومها للاخرى ...أود ان اقول بأن المرأة يمكن ان تكون سعيدة مع رجل يتزوج بثلاثة نسوة معها لانه يعطيها حقها ولا يظلمها ويحفظ ويصون كرامتها فهي تفضل ذلك عن ان تكون زوجة واحدة لرجل يهينها ولا يحترمها ولا يعطيها حقها ويستهين بمشاعرها وتعيش معه حياة الشقاء ...


3ـ إن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن مختلفات في السن والطبائع والامزجة ورغم ذلك وفق الرسول بينهن فأعطاهن حقوقهن كاملة حتى كانت المرأة منهن تعتقد أن زوجها هي فقط في كل شيئ ففي مرة قالت عائشة له اريدك ان تقول امام الجميع باني احب نسائك الى قلبك ثم أعطاها تمرة ثم مشى الى كل نساءه فأعطى كل واحدة منهن تمرة فلما كان ان اجتمعوا جميعاً ورسول الله معهم قالت عائشة يا رسول الله من احب نسائك الى قلبك فقال من اعطيتها اليوم تمرة فأخرجت كل زوجة تمرتها ... الله اكبر حتى في الكلام والمداعبة يكون العدل . كما ان نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن أفضل نساء الامة ديناً وخلقاً وعلماً والله يقول كما في سورة الاحزاب ((يانساء النبي لستن كأحد من النساء... )) الأيه...


4ـ أن الرجل الشهواني الغارق في لذائذه لا يطيق الصبر على عدد معين من النساء لانه يرى لذته في الانتقال من زوجة الى اخرى مهما كانت المدة التي يقضيها معها شهراً او عاماً او اقل او اكثر كما ان من السهل ان يطلق ثم يتزوج ولكن رسول الله كان نعم الزوج لزوجته .


5ـ ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقضي وقتاً ليس بالقليل في القيام بأمر الدعوة


ولقاء الوفود ونشر الدين ثم يقوم بالليل يناجي ربه ويتضرع اليه ويقرأ القران الكريم


وينشغل بالعبادة ...والله تعالى يقول له ((يأيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القران ترتيلا )) ويقول ((إن ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار)) وكان يقوم الليل حتى تورمت قدماه فهل بعد كل هذا يكون لديه وقت وقت لشهوة الا القيام باداء حقوق زوجاته والعدل بينهن .


6ـ أنه لو أراد الشهوة والقصور وهو الذي كانت وسادته الليف وفراشه حصير خشن لكان قد استجاب لما عرضته قريش عليه بترك الدعوة وأن يصير سيدهم أو ملكاً عليهم


أو أغناهم ولكان ترك هذا الامر كله ... ولو كان رسول الله كما يقولون لكان ابوبكر كذلك ولكان عمر كذلك ولكن عمر يرفض ان يلبس من ملابس كسرى ويقول كيف البس ورسول الله كان له قميصين فقط ...


7ـ إن الشهوة لا تقتصر على النساء وفقط شهوات اخرى مثل المال وأتسائل كيف لرجل شهواني يؤثر النساء على المال فهل تكون شهوة مع وجود الجوع وخلو المعدة ان السيدة عائشة رضي الله عنها تقول ماشبع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة ايام تباعاً من خبز حتى مضى لسبيله ) وتقول لقدمات النبي وما في بيته شيئ يأكله ذو كبد الا شطر شعير من رق لي ) وتقول: (كان يمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين ولا يوقد في بيوت النبي نار فقلت اي عروة بي الزبير يا خاله ماكان يعيشكم قالت الاسودان التمر والماء ) هذا كله في الوقت الذي كانت تحمل اليه الاموال حتى يضيق بها المسجد فلا يقوم وفي كفه شيئ منها لان هناك اولويات كالفقراء والمساكين وامور نشر الاسلام ولما اجتمعن نساء النبي واتفقن على ان يكلموه في زيادة حصته من الفيئ فوالله لو ان رسول الله اخذ ما اخذ من الفيئ ما اعترضه احد ولكنه وهو النبي وسيد الجزيرة لم يستطع ان يزيدهن على نصيبهن من الطعام فأمهلهن الرسول شهراً وخيرهن


بين ان يعيشوا معه وان يقبلن ما قبله لنفسه من الفيئ دون زيادة وبين ان يفارقهن ولهن منه حق المرأة المفارقة ولكنهن أثروا ان يقضوا حياتهم زوجات له .


ثم سؤال اخر هل يمكن ان توافق امرأة على إقتران مصيرها برجل لا يملك المال رجل يعيش حياة التقشف رجل كان يبيت خاوي البطن لا يوقد في بيوته نار بمعنى


تمضي الاشهر دون اكل اللحم ...رجل يعيش نفس حياة المسلمين معه ...لقد انفق رسول الله ماله في سبيل الله حتى قرب وفاته لم يوجد عنده الا سبع دنانير امر علي ابن ابي طالب ان ينفقها في الصدقة على الفقراء والمساكين حتى يلقى الله تعالى ولا مال له


وهو الذي خيره جبريل من قبل الله بين الخلد في الدنيا وما عند الله من الاجر والثواب فاختار ماعند الله ...


8ـ كان يعرض على الرسول الزواج ومن بعض زوجاته من أجل أهداف سامية فهذه عائشة تطلب من الرسول ان يخطب سودة وان ميمونة بنت الحارث هي التي عرضت على الرسول ان يتزوجها وفي زمته ثماني 8 نسوة وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ...كما ان عمر بن الخطاب عرض ابنته ليتزوجها ابو بكر او عثمان فرفضاً ثم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم ...


9ـ أن علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بزوجاته لم تكن كعلاقة اي زوج بزوجته فقد فقد عاشرهن السنين الطوال فلم يؤخذ عليه ان لطم وجه او عبث في وجه واحدة منهن بل كان يقابل الامور بكل مروة ورقة وسعة صدر ولا هو عاب طعام قط ولا ضرب خادماً


مع انه قادر على ان يفعل عكس ذلك وان يعاقب ولكن تملك النفس أقوى من سائر القوى






أما عن النقطة الثانية: وهي ( اذا كان محمد يحذر اتباعه من الزواج بأكثر من اربعة فقد ارخى لنفسه العنان حيث جمع في وقت واحد بين تسعة من النساء فكيف يبيح لنفسه ماحرمه على غيره؟


ان هذه الشبهه زور وبهتان وتحامل على صاحب الرسالة الخاتمة ممايؤكد على وجود دوافع معينة من وراء ذلك ...تعالوا ننظر في القرأن الكريم :


قول الله للرسول (( لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيئ رقيباً )) الاحزاب/52


وحول هذه الاية هناك بعض التوضيحات بيانها كالتالي:ـــ


1ـــ هذه الاية نزلت بالمدينة بعد سورة النساء التي ذكر فيها تحديد عدد الزوجات باربع للمسلمين وسورة الاحزاب هي السورة الرابعة التي نزلت بالمدينة فاولها حسب النزول البقرة ثم الانفال ثم ال عمران ثم الاحزاب اما النساء فهي السورة السادسة في النزول وقبلها نزلت الممتحنة كما انه بالمقارنة بين اية الاحزاب الخاصة بالرسول واية النساء الخاصة بعامةالمسلمين يظهر افتراؤهم وتلفيقهم وذلك لعدة اسباب


1ــ أن تقييد الرسول في الزواج سابق على تقييد المسلمين


2ــ ان للمسلم ان يستبدل زوجة بأخري بشرط هو الا يجتمع تحته اكثر من اربعة في وقت واحد .


3ــ ان ارسول صلى الله عليه وسلم فهناك قيدين له الاول عدم استبدال الزوجات بغيرهن اطلاقاً الثانية : عدم الاضافة الى ما عنده من الزوجات


ان نساء النبي اخترن بمحض اارادتهن ان يعيشوا مع رسول الله على الحياة فأكرمهم الله تعالى وجازاهم على ذلك انه قيد الرسول الا يتزوج عليهن والا يستبدل الزوجات جميعهن او بعضهن ... وقد اكرم الله نبيه بانه حرم من فوق سبع سماوات ان يتزوج احد بزوجاته او واحدة وهن امهات للمؤمنين ... قال تعالى ((ولا تنكحوا ازواجه من بعده ابدا))


الرد على الادعاء الثالث :وهو(أنه يصدر من التشريعات في شأن النساء ما يرضي ميوله ويشبع نهمه ويحقق هدفه فقد عشق ذينب بنت جحش زوج مولاه زيد بن حارثة وشغف بها حباً وهياماً منذو راها في زينتها وعمل جاهداً على ضمها الى أزواجه ).


اولاً:يجب ان نعلم ان ان هناك روايات مدسوسة واهية ساقطة في بعض كتب التفسير والقصص التي يجب على القارئ والدارس ان يمحصها ويستقرأها جيداً مثل مااورده الثعلبي في التفسير وقدتزرع بها المستشرقون ولكن ماذا عن الروايه نصهاوما اغربها هو :


( ان الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب الى بيت زيد بن حارثة في غيبته فرأى زينب في زينتها او ان الريح عبثت بثوبها فرأي ماجعلها تقع في نفسه ) ان هذه الروايه ثبت بطلانها وان جمعت من الروايات اثناء تدوين كتب التفسير فدست وهي ليست صحيحة والادلة على بطلانها:

1ــ ان مثل رسول الله لتهفوا اليه القلوب وتتطاول اليه الاعناق فهو الذروة نسباً وديناً وخلقاً وخلقة فلو كان كما يزعم هؤلاء المدعون والمستشرقون تمتد يده الى ماتستحسنه عينه لكان قد تزوجها وهي بكر عذراء لا ان يسكت حتى تصير ثيباً فلولا انه يتزوج لتشريع او لحكمة سماوية لما رضي بذلك وهذا يقودنا الى السؤال الذي يفرض نفسه هنا وهو :
ماهي الحكمة السماوية في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش ؟

لقد كان لزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب عدة حكم هي:

اولا:ابطال التبني وبطلان مايترتب عليه من الحقوق والاثار فقال تعالى ((ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) فقد كان يطلق على زيد بن حارثة زيد بن محمد بين الناس ثم اطاق عليه زيد بن حارثه وكان قوله تعالى ((ادعوهم لاباءهم هو اقسط عند الله )) .......

ثانياً:ابطال حرمة زوجة الابن بالتبني ... وسنستكمل ذلك فيما بعد... لنتحدث حول اسباب زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بكل واحدة من امهات المؤمنين لنرى السبب الحقيقي من زواجها ومعظمهن كن ارامل ولا يوجد لهن من يتقدم لخطبتهن من الاكفئ لهن ان لم يفكر رسول الله في الزواج منهن وذلك ما سيتضح في البحث القادم ... شكرا لكم


منقول من مدونة فضيلة الامام الداعية
ارابط المدونة : http://salm2011.blogspot.com/