بسم الله الرحمن الرحيم
اللحية يا أخي في الله أنار الله بصيرتك هي زينة الرجال ونعمة ونعمة جليلة وعظيمة تفضل الله تعالى بها على الرجال وميزهم بها عن النساء وجعلها زينة لهم لما تضفي عليهم من سيما الرجولة والهيبة والوقاروهي ليست مجرد شعيرات تنبت في الوجه فحسب بل انها من شعائر الاسلام الظاهرة التي يجب أن نتقرب بها الى الله انا وانت الى الله باعفائها وتعظيمها .
حكم اللحية إطلاقها وحلقها :
إعلم يا اخي أن جميع الانبياء كانوا ذوي لحى وقد جاء في كتاب الله تعالى قول الله تعالى حكاية عن هارون لموسى (( قال ياابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي )) طه /94
وهؤلاء الأنبياء قد أمر الله رسوله بأن يقتدي بهم قال (( فبهداهم إقتده )) .
وقد كان رسول الله ذا لحية حتى أن الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم أجمعين قد عدوا الشعيرات البيض في لحيته .
فهذا هو فعله أنه كان ذا لحية .
وأما قوله فقد قال ( خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب ) متفق عليه .
وقال جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس ) رواه مسلم .
يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى { وأمره باعفاء اللحية
واضح وتنفيذه واجب الى قيام الساعة وفر الكفار لحاهم أم حلقوها } .
فأما عن إطلاقها فقد قال جمهورالعلماء :
إن اطلاق اللحية واجب لان الأمر من رسول الله على سبيل الإيجاب الا اذا وجدت قرينه تصرفه عن ذلك ولا توجد قرينه فاذا ينصرف الامر الى الايجاب فاللحية واجبه .
وقال بعض الفقهاء إن اعفاء اللحية من السنن والمندوبات لانه جمعها رسول الله مع السن ففي الحديث ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
"عشْرٌ مِن الفطرة: قصُّ الشارب، وإعفاء اللحْية، والسواك، واستنشاق الماء، وقصُّ الأظفار، وغسْل البراجِم (البراجم: مَفاصل الأصابع من ظهر الكف) ، ونَتْفُ الإبِط، وحلْق العانَة، وانتقاص الماء (أي الاستنجاء). قال مصعب: ونسيتُ العاشرة إلا أن تكون المَضمضة.
وأما حلقها :
فقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية ما ملخصه:
{ وحلق اللحية حرام ينافي كمال الايمان الواجب وحالقها يستحق التعزير في الدنيا والعزاب يوم القيامةالا ان يتوب قبل موته واعفى لحيته تاب الله عليه وان اصر على حلقها حتى توفى استحق العقاب وهو في مشيئة الله ان مات على الايمان ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه } .
حكم تقصيرها والاخذ منها :
واضافت اللجنة الدائمة للافتاء بالسعودية بشأن تقصير اللحى فقالت :
{ ويحرم تقصير اللحية أو أخذ شيئ من جوانبها } .
وقد ورد في البخاري أن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان
{ كان اذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه } .
أراء الأئمة الأربعة في حكم حلق اللحية :
إتفق الأئمة أبوحنيفة ومالك واحمد والشافعي على أن حلق اللحية حرام الا للتداوي .
قال ابن قدامة الحنبلي في المُغني:
أن الدية تجب في شَعْر اللحية عند أحمد، وأبي حنيفة والثوري، وقال الشافعي ومالك: فيه حكومة عدْلٍ ...
وهذا يُشير إلى أن الفقهاء قد اعتبروا إتلاف شَعر اللحية حتى لا يَنبت جِنايةٌ من الجنايات التي تَستوجب المُساءلة: إما الدية الكاملة كما قال الأئمة أبو حنيفة وأحمد والثوري، أو دِية يُقدرها الخبراء كما قال الإمامان: مالك والشافعي.
ثم انظر يا اخي يرحمني ويرحمك الله الرحمن الرحيم ويغفر لي ولك ولدعاة المسلمين وعامتهم :
حول إطلاق اللحية :
1ـ إن اطلاق اللحية هوأمر من الله لرسوله وللرجال من أمته تباعاًو طاعة لله تعالى وعبادة له سبحانه وتقرباً اليه فقد جاء في الحديث الذي أخرجه أبوداود في سننه بسند حسن أن رسولين من قبل كسرى جاءا الى رسول الله وكانا قد حلقا لحاهما واطلاقا شواربهما فلما رأهما الرسول أعرض عنهما فلما هما بالخروج ناداهما فقال من أمركما بهذا ؟ فقالا ربنا كسرى . فقبض رسول الله على لحيته ثم قال بهذا أمرني ربي عزوجل .
2ـ أن اللحية إقتداء برسول الله وفعلا كفعله ثم انظر الى هؤلاء الذين لم يتوبوا الى الله كيف بهم اذا جاءتهم منيتهم وقابلوا رسول الله فسألهم عن لحاهم أين هي ؟ أما يستحون أن يلقوا رسول الله على الحوض وهم حالقوا اللحى ان اللحية يا أخي هي هوية وبطاقة وعنوان للمسلم .
3ـ البعض يقول أين أنا حتى أطلق اللحية اني غارق في الذنوب نقول يا اخي كلنا غارقون في الذنوب كلنا مقصرون في حق الله تعالى ولكن اطلاق اللحية يربيك على الفضائل وينمي فيه بذرة الحياء فلا ترى على مقهى تشرب الدخان ولاترى في مكان مليئ بالنساء أو مزدحم وكذلك لاتشرب السجائر ولا تجعلك تغضب أو تستجيب للاستفزازات ولا تتلفظ باللعن أو السب ولا الفحش ولا البزاءة .
4ـ إن للحية يا اخي هيبة والله لا تجدها في غير الرجل الملتحي فكل رجل ملتحي تجد له هيبة ويكفيه والله أنه قد أحيى سنة قد أميتت بل سنة قد حوربت لسنوات وسنوات واتهم كل من فعلها بما هو منه براء فأهل اللحى هم أهل ايمان وأهل تقوى وأهل ورع وأهل اللحى هم أهل أمانة وأهل خوف من الله تعالى وأهل اللحى هو أهل قيام الليل وذكر الله أناء الليل وأطراف النهار .
5ـ إن اللحية في حد ذاتها ميزة للشاب المسلم تحفظه من الشبهات
قال { الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمها كثير من النساء فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى ألا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله في أرضه محارمه } .
6ـ البعض يقول بأنه يخاف على كذا والله يا اخي لو اجتمعت الانس والجن على ان يضروك بشيئ لن يضروك الا بشيئ قد كتبه الله عليك قال الله تعالى في الحديث القدسي { يا ابن ادم لو اجتمعت الانس والجن على ان ينفعوك بشيئ لن ينفعوك الا بشيئ قد كتبته لك يا ابن ادم لو اجتمعت الانس والجن على ان يضروك بشيئ لم يضروك الا بشيئ قد كتبته عليك } .
7ـ ان البعض يبحث عن الرخصة التي توافق هواه اذا كان الامر
من الله تعالى أو من رسوله فكيف اذا كان أمرأ قد صدر له من رئيسه في العمل هل سيبحث عن رخصة له حتى لا ينفذ الطلب الذي اجمع العلماء انه للوجوب بشأن اطلاق اللحية .
ولكن هل تعلم السبب الحقيقي وراء عدم التزام البعض باطلاق اللحية :
انه خوفه من الالتزام واتباع شيطانه الذي يوسوس له فيقول:
لاتفعلها سوف تضيق على نفسك لن تتكلم فتاة بعد اليوم لن يفوتك فرض لن تستطيع ان تجلس على المقاهي لن تستطيع الهزار والضحك بصوت عال انك لو اطلقت لحيتك سوف تدفن نفسك انت الان قبل اللحية في فسحة من أمرك تستطيع فعل أي شيئ تستطيع أن تخرج من أي بنت وتجلس معها في الاماكن العامة وهي اجنبيه عنك ولكن بعد اللحية ستكون ملتزماً .
ذلك هو السبب الخوف من الالتزام
8ـ ان البعض يعتقد أن في حلقه للحية انما هو ذيادة جمال له أي جمال أيها الرجل ان الجمال كله والزينة كلها في اللحية الا تعلم انك تتشبه بالنساء وانت يامن تقصر لحيتك لماذا تقصرها بهذا الشكل وكأنك لست مطلقاً لها ان احدهم لايجعلها تتجاوز السنتي
ويأخذ منها فلماذا انه يخالف الحديث الصريح أرخوا اللحى وأحفوا الشوارب ) .
9ـ البعض يقول ان اللحية خاصة بالدعاه فقط نقول ان الحديث لكل المسلمين وليس لبعضهم ان هذا رفض ضمني لما اختاره الله للرجل فاين تعظيم الله تعالى واين صدق الايمان واين الاستجابة لله ولرسوله .
10ـ البعض يستجيب لامر زوجته حيث تقول له لا تطلق لحيتك لانك صغير السن انتظر حتى تكبر ثم اطلقها فالرجل هو الذي يطيع رسول الله في كل ماأمر به ومافعله وماأقره .
مما سبق يتضح أن اللحية على كل الأحوال هي أمر الله أمررسوله به والرسول أمر أمته جميعاً والسنة النبوية وحي من الله لرسوله
قال الله تعالى (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ))
يقول حسان بن عطية المحاربي:
ان السنة نزلت على رسول الله كما نزل القران .
وقال الرسول ( الا اني اوتيت الكتاب ومثله معه )
وقال الل تعالى (( واذكرن مايتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة )) .
يقول شيخ الاسلام ابن تيميه :
أمر الله ازواج نبيه ان يزكرن مايتلى في بيوتهن من ايات الله وهو القران والحمة وهي السنة .
قال الشافعي: وماسن رسول الله فيما ليس لله فيه حكم فبحكم الله سنه قال الله تعالى (( وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له مافي السموات وما في الارض الا الى الله تصيرالامور ))
الشورى / 52 ، 53
فلتستريح النفوس على أن كل اقواله وافعاله وتقريراته من الله تعالى .
والله اعلى واعلم
منقول لاتمام الفائدة ونصيحة المسلمين
جعله الله تعالى في ميزان حسنات من كتب وأدخله بها الجنة
اللهم أمين